لم تكُن المَحبة والإنسانيةُ يومًا بالتعلّم والشهادات، ولا بالإكراه والإجبار، ولا علاقة لها بسنّ الإنسان، إنَّها الفطرة السليمة التي جبل الله عليها الإنسان، إنها نوازع الخير وكوامِنُهُ التي تختلج في نفوسنا، إنها الصفاء والنقاء الداخلي، نعم، فـ (يارا بلعاوي) طالبةٌ من الصف السابع، تحب صديقتها (سارة الدبيسي)، وتساعدها دوما في دفع عربتها الخاصة في باحات المدرسة في الفسحات، وبين الصفوف، تُشاركها لحظاتها جميعها، ولم يطلب منها أحدٌ ذلك، ولم تُجبَر عليه، بل دفعتها إنسانيتها ونُبل أخلاقها التي تربت عليها في عائلتها إلى تلك الأفعال؛ فخففت من عبء المسؤولية على أهل سارة، وأراحت سارة من جهد كانت ستبذله، وهنا تمثلت أعلى درجات المحبة الصادقة والخالصة، والنبل والوفاء، فأحبت (سارة) أن تعبر لصديقتها (يارا) عن تقديرها لفعلها، وحبها المتبادل معها فقدّمت لها كلماتٍ عبر إذاعة الصباح، وأتبعت ذلك بهدية جميلةٍ كجمال روحيهما وقلبيهما.